الرائج اليوم

كيف تنمي قدراتك علي الابداع والتفكير خارج الصندوق I الملخص المفيد

 - كيف تنمي قدرتك علي التفكير الابداعي -

كتاب, كيف تنمي قدراتك علي التفكيرالابداعي, Creative thinking, للمؤلف, جيف بيتي, موقع الملخص المفيد, mol5smofed
التفكيرالابداعي Creative thinking

عندما نواجه مشكلة يتم دائمًا إخبارنا بعبارات مثل "فكر خارج الصندوق"، "كن مبدعًا" أو "اذهب إلى المكان الذي يخشاه الآخرون"، كل هذه العبارات تحاول تحفيز التفكير الإبداعي لدينا وكأن الأفكار والإلهام يأتون من السماء دون جهد، فهل نتصور أن الأشخاص المبدعين في مجالاتهم والعباقرة لا يبذلون ما يكفي من الجهد مقارنة بالآخرين؟، على العكس يتطلب الإبداع جهدًا كبيرًا ويجب على الأفراد المبدعين دفع الثمن، تصعد الأفكار الإبداعية على سلم الإبداع، فما هي المراحل التي تمثل عملية الإبداع؟، وكيف يمكننا تجسيد الصفات اللازمة لكل مرحلة؟، هل تنتهي عملية الإبداع بمجرد الوصول إلى فكرة؟، وما هي الأخطاء التي يقع فيها غير المبدعين؟، كل هذا وأكثر سنناقشة الان.
- كتاب كيف تنمي قدرتك علي التفكير الابداعي للمؤلف جيف بيتي، هذا الكتاب مخصص للأشخاص المهتمين بحل المشكلات المعقدة والغير عادية ولأولئك الذين يرغبون في تطوير قدراتهم على حل المشكلات، بالإضافة إلى الأشخاص الذين يبحثون عن تعزيز مهارات التفكير الإبداعي.

الإبداع :

عملية الإبداع مرتبطة برغبتنا العميقة في حل مشاكل غير عادية أو تعديل الوضع الذي لسنا راضين عنه، نحن نسعى جاهدين للوصول إلى فكرة حل غير عادية وهذه العملية التي يبدو أنها بسيطة في الواقع أصعب بكثير مما يبدو، ولذلك فإن العباقرة والمبدعين نادرون جداً، بينما قد يمتلك بعض الناس موهبة فطرية للإبداع، إلا أن الإبداع يمكن تعلمه كأي نشاط بشري بفهم مبادئه وكيفية تطبيقها من خلال الممارسة المستمرة، ومرة أخرى نشدد على أنه لا يوجد إبداع بدون عمل جاد، لقد شبهنا عملية الإبداع بسلم له ست درجات: الدرجة الأولى هي مرحلة الإلهام حيث يتم إنتاج الأفكار بكميات هائلة دون قيود أو نقد، الدرجة الثانية هي مرحلة التوضيح حيث نركز على أهدافنا ومعنى أفكارنا، الدرجة الثالثة هي مرحلة الانتقاء فنختار الأفكار المناسبة لتقليل عددها، الدرجة الرابعة هي حيث نختار أفضل الأفكار من بين التي تم اختيارها وننفذها على المشكلة، بعد متابعة وتوثيق آثار الفكرة التي تم تنفيذها يأتي الدرجة الخامسة وهي مرحلة التقييم حيث يمكننا إعادة النظر في الفكرة بأكملها. أما الدرجة السادسة والأخيرة فهي مرحلة التطوير المستمر للفكرة، تتقاطع تلك الست مراحل في عملها لكنها تختلف عن بعضها البعض، فالتقييم قد يأتي بعد التوضيح أو يمكن ممارسة التطوير في كل مرحلة، ولكن المرحلة الإلهامية تحتفظ ببعض التفرد وحاكم هذا التقاطع هو خصائص التفكير المحددة لكل مرحلة كما سيتم شرحه، ومع ذلك نلاحظ أيضًا أن التفكير الإبداعي لا يتبع نفس الخطوات التي يتبعها التفكير المنطقي، فعندما يواجه الفرد مشكلة أو حالة غريبة لا يمكن حلها بالتفكير المنطقي، حينها يأتي التفكير الإبداعي ليقفز به إلى زوايا غير مرئية.

مرحلة الإلهام :

توليد أكبر كم ممكن من الأفكار هو هدف مرحلة الإلهام دون الاهتمام بنوعيتها، وتقوم على عدة مفاهيم أساسية كالارتجال والسرعة مع الحفاظ على المتعة وروح الفكاهة وتنحية حاسة النقد جانبًا، فلا نحكم على الأفكار أو تفكر فيها مرتين حتى بل نقبل بها أياً كان مستوى غرابتها، وينصح دائمًا بتخصيص وقت دوري للتدريب على تلك المفاهيم بهدف إتقانها وهناك عدة أدوات لمساعدتنا على التفكير في مرحلة الإلهام، مثل أسلوب الارتباط والتحرك بين الأفكار فنبدأ بفكرة وننتقل منها إلى أخرى مرادفة لها أو أسلوب التشابه والتناظر، فنبحث عن مثال واقعي مشابه لمشكلتنا ونجرد فكرة حلها وطبعًا أسلوب العصف الذهني، وكذلك أسلوب التفكير بكل الاحتمالات مهما كانت ضئيلة وعدم ترك شيء للمصادفة، وأحيانًا يمكننا العودة إلى الوراء عندما نصل إلى باب مغلق، بالإضافة إلى ذلك يمكننا الاستفادة من الارتباط العشوائي الذي يحدث فجأة بين شيء نفكر فيه وحل يظهر من العدم بينما نمارس حياتنا الطبيعية، لذلك من المفيد التركيز على المحفزات وتسجيل الأفكار الأولية باستمرار للحفاظ عليها وقد نغير طريقة تفكيرنا لتغيير رؤيتنا للمشكلة، كمحفز يجب علينا تخيل الفرق الذي ستحدثه الفكرة عند التطبيق مقارنة بحالة المشكلة قبل وبعد، تمتلك كل مرحلة من مراحل الإبداع سماتها الخاصة بها، لذلك في مرحلة الإلهام يجب أن تكون شجاعًا وجريئًا في تقديم الأفكار والحفاظ على التفاؤل وقبول جميع الأفكار وتجنب الرفض والنقد والاختيار المبكر وطرح الأسئلة دائمًا لتحفيز عقلك.

مرحلة التوضيح :

اسأل نفسك السؤال التالي: ما الهدف أو المعنى أو الاتجاه الذي تريد الوصول إليه؟ لأن ذلك هو جوهر مرحلة التوضيح، والتي ليست عملية سهلة بل هي عملية تقييم مبدئي للأفكار، وبجب عليك طرح الأسئلة حول المعنى أو الهدف وتقييم الأجزاء المختلفة من الفكرة برمتها، لذلك يجب أن تبدأ في تحديد أهدافك الخاصة وتأكد من وضوحها قبل الشروع في مرحلة التوضيح، ولا تتجاهل مشاعرك الشخصية بل عبر عنها بشجاعة؛ فالأفكار العظيمة هي تلك التي تترك انطباعًا عاطفيًا قويًا، وعند اتخاذ القرار توجَّه نحو البوصلة الهدفية واكتب الأسباب التي دفعتك لاختيار الهدف ثم الخطوات التي ستتبعها لتنفيذه، بعد ذلك قم بتقييم النتائج التي تحصلت عليها ونظر في البدائل المتاحة وتجنب الوقوع في مستوى محدد وترك العملية بأكملها، فتجاربك العملية هي الجزء الأكثر قيمة في عملية التعلم وتساعدك في وضع أهدافك وتوضيح المعنى الذي تريد أفكارك أن تنقل، وتكتسب الخبرة عن طريق التفكير في الأحداث واكتشاف القواعد والضعف، وتشكيل فهم للسبب وراء حدوث الأحداث كما حدثت ثم التخطيط للمرة القادمة والتقرب من الحل بطريقة مختلفة، عندما تجرب المشكلة القادمة فيتم الحصول على الخبرة، ويجب عليك تجنب إلقاء اللوم على نفسك أو على الآخرين وتوقف عن التعامل مع المشكلة على أنها حدث لا مفر منه ولا يوجد حل غير الاستسلام، وبالطبع تجاهلها لن ينفعك بأي شيء.

مرحلة الانتقاء والتنفيذ :

يجب علينا اختيار أفضل الأفكار المختارة ولنجعل المعيار هو: ماذا نأمل أن نحققه من خلال الفكرة؟ ولا ينبغي لنا اختيارها على أساس سهولة التنفيذ أو التشابه مع فكرة ناجحة، وبالطبع ستكون هناك عيوب وقصور في بعض جوانب الأفكار المختارة، وبالتالي لن تكون الفكرة كاملة أو تقترب من الكمال في هذه المرحلة من عملية الإبداع، وعلينا بالمقابل توجيه جهودنا نحو إزالة أكبر عدد ممكن من العيوب، ويجب علينا أن نكون شجعان وفضوليين لمواجهة خوفنا من الفشل ثم نحتاج إلى التوقف وطرح السؤال التالي: إلى أين ستقودني تلك الفكرة؟ وتأكد من أنها تلبي المعايير التالية: تكون بسيطة وواضحة بما يكفي لنقل معناها وفي الوقت نفسه موجزة وجريئة، بالإضافة إلى أنها تكون مناسبة للغرض المراد، وحينها حاول دمج الأفكار الجيدة لتعزيز بعضها البعض ويجب أن تتجسد الإيجابية في تفكيرك والجرأة والاستراتيجية في حلولك من خلال إضافة إطار زمني للتنفيذ والتقييم، الآن ننتقل إلى مرحلة التنفيذ حيث نختار أفضل الأفكار المنتقاة والمطورة وننفذها، فالناس دائما تخاف من هذه المرحلة بسبب نقص الثقة في أنفسهم واختياراتهم، فيمكنك بناء ثقتك بنفسك من خلال العمل على مشاريع لا تؤثر أو تهم أي شخص غيرك وحيث تكون النتائج واضحة بسرعة لتقييم نفسك، هذا سيساعدك على بناء الثقة بنفسك لمشاريع أكبر وأكثر أهمية ثم اختر فكرة واكتبها على مسودة واستكشف نهاياتها واحتمالاتها، وقم بتقييمها ونقدها ومراجعتها باستمرار لتسليط الضوء على أي عيوب أو أخطاء أو صعوبات قد تواجهك، ويجب عليك الاحتفاظ بالحماس والإثارة والمثابرة وكن مستجيبًا لأي قيود أو ظروف غير متوقعة.

مرحلة التقييم :

بعد أن مررنا بأربع مراحل من عملية الإبداع واخترنا فكرة أو اثنتين مطورتين ومعالجتين بشكل مبدئي ثم قمنا بتنفيذها، حان الآن الوقت لتبعد عن الفكرة أو الأفكار التي اخترتها في النهاية وتدعو الناقد الذي احتفظنا به معزولًا خلال المراحل السابقة، وتخوض معه عملية مستمرة من التقييم والتحسين من خلال التأمل وفهم الفكرة ككك، وسوف تتمكن من اتخاذ القرار الإيجابي المناسب للتغيير ولا تنسى توازن الجوانب الإيجابية والسلبية للفكرة، واحذر الوقوع في فخ التوقعات العالية والمعايير المرجعية الخارجية التي يفرضها عليك الآخرون، ولكن قارن نفسك باستمرار بالنسخة الماضية منك وقاوم الضغوط الخارجية التي تحاول فرض الحلول التقليدية عليك، وتختلف أسس التقييم لذلك يمكننا تقييم نتائج الأفكار استنادًا إلى احتياجات ودوافع العميل أو الفرد الذي طلبها، أو يمكننا قياس قبولها من قبل الآخرين مع الحفاظ على آراءنا المستقلة لتجنب الوقوع في أي من النهجين، ويجب علينا دائماً أن نحتفظ بالأهداف والأهداف المتوقعة من الأفكار ووسائلها، وتساعدنا أدوات عديدة على تقييم الأفكار مثل مقارنة الإصدارات المتوازية لها والتمييز بين الأصلية والتجريبية أو تقييم كل خطوة على حدة أو غربلة جميع الأفكار للحصول على جوهر الفكرة الرئيسية، أما بالنسبة للمهارات الفكرية المطلوبة خلال مرحلة التقييم فمن الواضح أن تنشيط الحس النقدي ضروري للنظر في النتائج وتقييمها، فيجب الحفاظ دائمًا على نظرة إيجابية ورغبة في التحسين والتعلم خلال التقييم.

تطوير الافكار والابداع :

لقد وصلت إلى نهاية سلم الإبداع لذا يجب عليك بعد كل ما سبق اخذ استراحة بعد إنجاز العمل الشاق، ولكن العمل لم ينتهِ أبدًا فجميع الأفكار تحتاج إلى التطوير لمواكبة الظروف الخارجية والمشكلات الجديدة، امنح لاوعيك فرصة للتفاعل مع المشكلة والفكرة إذ كان وعيك مشغولًا بهما لفترة طويلة، فلقد حان الوقت لاستقبال مساعدة من اللاوعي الذي يمكن أن يقفز فجأة ويقدم لك حلًا أو تعديلًا أو إضافة، فيكمن أهمية وقت الاسترخاء في تغذية عملية الإبداع حيث يمكنك المشي ، النوم ، التأمل ، أو المشاركة في أي نشاط في حياتك الطبيعية لنسيان المشكلة والحل لبعض الوقت وإعطاء عقلك بعض الراحة، كما يمكنك استخدام بعض أدوات التصور مثل الربط العشوائي بين ما يحدث في حياتك والمشكلة أو الاستفادة من الأحلام الواضحة، بالإضافة إلى ذلك العمل على مشروع آخر وذيادة الثقة بالنفس، لقد انتهت رحلة الإبداع وتعلمنا مراحله ومشاكله ولكن كيف يمكننا الحفاظ على الدافعية اللازمة لتخطي كل تلك العقبات والمجهود الضخم اللازم؟ الإجابة تكمن في هرم ماسلو للاحتياجات الفطرية، حيث يتكون قاعدته من الأنشطة الحيوية مثل الأكل والنوم والشرب ويليها حاجة الإنسان للأمان والسلامة ثم الحاجة للانتماء والمحبة وبعدها رغبة قوية في تحقيق الاحترام الذاتي واحترام الآخرين، وأخيرًا تحقيق الذات عن طريق تحويل هذه الاحتياجات الأساسية إلى دوافع، وحافظ على الدافعية اللازمة لإكمال عملية الإبداع فقد يأتي التحفيز الخارجي على شكل مكافأة من المدير أو آراء الآخرين، وقد يكون التحفيز الداخلي على شكل حب العمل والتمتع بما تفعل واستكشاف المجال والرغبة القوية في التعلم والنمو.

في الختام :

من السهل على الجميع الحديث عن الإبداع وجماله، وتفوق نتائجه الثورية والتغيير الذي يحمله للعالم نتيجة الأفكار الإبداعية لبعض العباقرة الذين كانوا لديهم الشجاعة اللازمة، ولكن قبل ذلك كانوا على استعداد لبذل المجهود اللازم لتحقيق الإبداع، فأنت لست متأخراً لتعلم كيفية الإبداع ولكن هذا يعتمد على الجدية والاجتهاد في عملك، فهل أنت مستعد لبذل الجهد وتسلق سلم الإبداع؟ أجبنا في التعليقات.

ملاحظة: محتوى الكتاب والمفاهيم قد تحتاج إلى سياق إضافي للتوضيح بشكل أفضل، فأن اعجبك الكتاب يمكنك شراءة او علق بطلب جزء ثاني لشرح مفاهيم أكثر.

أضغط هنا لمتابعتنا ووصول كل جديد لك ^_^ -
" لا تنسي مشاركة المقال مع اصدقائك وترك تعليق رائع مثلك - 👇 "
تعليقات