الرائج اليوم

قصة الكون والوجود من الانفجار الكبير وحتى اليوم - الوجود والعدم I الملخص المفيد

 - الوجود والعدم -

كتاب, الوجود والعدم, Existence and nothingness, للمؤلف, مصطفي محمود, الملخص المفيد, mol5smofed, مراجعة كتاب
الوجود والعدم Existence and nothingness

في هذا الكتاب يتحدث الكاتب عن العلاقة بين الله عز وجل والبشر وجميع المخلوقات وكيف تم خلق الإنسان من العدم، ويوضح أيضاً كيف يمكننا فهم واستيعاب أسماء الله وصفاته ويشير إلى المسألة الفلسفية للتسيير والتخيير وإرادة الإنسان، ومن ثم يتحدث عن آداب التقرب والسير إلى الله ويذكر الكثير من مبادئ الصوفية وأقوالهم وآرائهم حول هذا الموضوع.
- كتاب الوجود والعدم للمؤلف مصطفي محمود، هذا الكتاب موجّه للمهتمين بدراسة الفلسفة الإسلامية ولأولئك الذين يبحثون عن أصل الوجود من العدم.

الإيمان بالله :

لا يوجد إكراه في المشاعر ولا يمكن لأحد أن يفرض الحب أو الكره عليك مهما كانت قوته، الحب لا يمكن استخلاصه بالإكراه مهما كانت قوة القهر والتأثير ولا يوجد مصدر للحياة والحب والخير سوى الله العزيز الذي خلق الكون، إنه واحد ومتفرد ومن خلال هذه الوحدة نجد الطريق إلى توحيد الإنسانية والأمة وتوحيد الأهداف والغايات والعثور على السبيل للسلام وإزالة الخوف، تخيل معي ماذا سيحدث إذا عبد الإنسان آلهة متعددة؟ سنجد فقط التشتت والانقسام والصراع والتعدد في الاتجاهات والتناحر بين الأمم، سيتلف الكون وسيحاول كل إله الهيمنة على الآخر فالوحدانية هي صلب العقيدة والإيمان، فقد قال الله تعالي: ﴿ ولا تدع مع الله إِلها آخر لا إِلهَ إِلا هو  كل شيءٍ هالك إِلا وجهه ﴾.

مسبب الأسباب :

الله خالق الأسباب ويملكها ويستخدمها لتنفيذ إرادته، فالأسباب بذاتها لا تضر ولا تنفع ويمتلك الله القدرة على النفع والضر بالأسباب وبدونها، لذلك عندما نتحدث عن اختراعات الإنسان مثل الطائرات والسيارات وغيرها، تبدو أنها صنعها الإنسان ولكن في الواقع، الله هو الذي يقف وراء كل ذلك، فالفضل من الله الذي يعطيه لمن يشاء، ولا تكون إرادة الله وهدايته عشوائية بل هي مبنية على حكمة يكشفها الله أحيانًا ويحتفظ بها لنفسه أحيانًا، لذلك يجب أن تعد روحك وتوجه قلبك نحو الله لتكون مستعدًا لاستقبال هدايته، وإذا تحدثت إلى مجرم محترف عن الشرف والأمانة فلن يستمع إليك، وإذا استمع فلن يفهمك لأن قلبه غير مستعد لاستقبال النصح.

الظواهر الطبيعية والكونية :

كل الظواهر الطبيعية والكونية منسوبة إلى الله عز وجل وهذا هو الفرق بين التوصيف الإسلامي والعلماني للأمور، فالعلماني يقول نزلت الصاعقة على فلان والمسلم الموحد يقول أنزل الله الصاعقة على فلان، وقد يتساءل البعض إذا كان الله خالق كل هذا الكون وكل هذه الظواهر فلماذا تشعر أنها تسير وفقًا لأنظمتها الخاصة؟، فيجيب الكاتب عن هذا التساؤل بأن الله يجعل لفعل هذه المؤثرات أسبابًا وقوانين ليخفي مشيئته وكأنها تُفعل من نفسها للاستدلال، وفي القرآن نجد أن الله يُنسب الأعمال إلى عبيده، ولكنه يوضح هذا الازدواج لنا لكي نفهم في العديد من الأحيان أن الله قد عين الإنسان كوليّ على الأرض ليُزرعها ويُنميها، وقد نفخ فيهم من روحه وسخّر لهم الطبيعة وطوع لهم القوانين ومكّنهم من العمل، وهذا يعني أن الله أعطى الإنسان إرادة وحرية ولا يوجد تناقض بين إرادة الله وإرادة الإنسان، فتلك الإرادتان تعملان في تناغم كما لو أنهما إرادة واحدة، وبالتالي لا يُجبر الله عبده على فعل أي شيء بل يُعطيه ما يتوافق مع قلبه ورغباته وبواطن القلوب والنيات هي التي تحكم ذلك، وبهذا الترتيب فالتسيير هو نفس الاختيار والاختيار هو نفس التسيير، لذا إذا اعترض أحدهم وقال: "أليس الله يعلم كل شيء مُقدَّمًا؟" فالجواب: بالتأكيد يعلم، ولكن علم الله شامل وشمولي وليس قاطعًا ونهائيًا في اختيارات وإرادات عبده.

أقتراب الله منك :

يقترب الله منا من خلال أسمائه وصفاته التي نحبها وليس من خلال صفاته الخاصة، وهذا من لطف الله بنا لأنه إذا اقترب منا بطرق لا نفهمها فسيكون ذلك صعبًا علينا، لذلك عندما يصف الله نفسه بالكرم والعلم، فإن ذلك لصالحنا وليقرّبنا منه وليس لتحديد أو تكميل جوهره من خلال هذا الوصف فلا يوجد حد لصفاته وجلاله، وبالمثل بعض الصفات مثل "الأول والآخر" لا يعني أي تغيير في وضعه وعلى الله تعالى الرفعة والتكريم عن ذلك، يخبرنا المؤلف بأن العلاقة بين صفات الله وصفات البشر تشبه النظر إلى المرآة، حيث ترى صفاتك الخاصة ولكن لا يوجد علاقة بينهما فيما يتعلق بالتوحد أو الاتحاد أو الانتقال، بالمثل يتجلى الله في أشكال مختلفة دون أن يكون محصورًا بها أو موحدًا معها أو متحولًا إليها، نوحد الله من خلال التوحيد الإسلامي الذي هو خالٍ من الشرك والانحراف والتزييف، وإن الله واحد فريد ومتعالٍ عن الشريك أو الولد ولا يقبل فكرة الكثرة لأنه تام وكامل في ذاته، ويذكر أن هناك مستويات لمفهوم التوحيد وأدناها التوحيد اللفظي وهو "لا إله إلا الله"، ثم يأتي التوحيد البرهاني القائم على الأدلة ويليه التفكر والتأمل، وتشمل أعلى المستويات بيان التوحيد في حياتك وعملك وسلوكك عن طريق اتباع أوامر الله وتجنب نواهيه بحيث تصبح حياتك كلها لله، في الروح والوجود والنفس والعقل أي في حالة حضور كاملة مع الله وعدم إغفاله لحظة.

الوجود والعدم :

يقترح الدكتور مصطفى محمود أنه إذا أدركنا أننا في الوجود فإنه يجب أن يكون هناك عدم ولكن ليس بالمعنى الحرفي للعدم، فالوجود هو وجود موجب مثل الظلام والنور فكل حقيقة في العدم لها الإمكانية للوجود، بعضها يمكن طلبه من الله مثل خلق الإنسان بينما لا يمكن طلب بعضها الآخر، يحمل كل فرد واقعه ووصفه ونيته وإمكانيته للخير أو الشر، إذا أراد الشخص تغيير وضعه بتدخل من الله فيتضرع ويتوسل إليه بقلبه ودعائه وسيمنحه الله طلبه وفقًا لنيته، فقد قال العارفون إن الله حاضر في جميع الموجودات، ومع ذلك فهو متميز عنها ومتعالٍ فوقها جميعًا ولكن الناس يختلفون في فهمهم لجوهر الله وصفاته وفقًا لمستوى استعدادهم لقبول الله والتقرب إليه، فهذه هي العلاقة بين الله ومخلوقاته، وإذا تخلى عنهم فإنهم سيعودون إلى عدم الوجود كما كانوا عليه قبل ذلك.

ترتيب الخلق :

أول ما خلق الله الأوحد هو "الواحد"، مُبَيِّنًا مثالًا على وحدانيته وقد تمت المناقشة بين الصوفية والفلاسفة حول اسم "الواحد"، كما يوضح الكاتب فيقول الفلاسفة إنه العقل الكلي، بينما يقول الصوفية إنه النور المحمدي أو الحقيقة المحمدية، وجعل الله النبي شاهدًا على جميع الأمم قبل وبعده وهذا لا يحدث إلا بوجود وجود مسبق ومدته مستمرة قبله، وهناك العديد من الإشارات في القرآن إلى شهادة النبي الموجودة منذ بداية بعثته حتى يوم القيامة، أما بخصوص ترتيب الخلق بعد النور المحمدي فتأتي النفس الكلية أولاً ثم الطبيعة ثم تجسد الكلمات الإلهية الأشياء، ويظهر الجسم الكلي للكون في البداية كالدخان ثم العرش ثم الكرسي ثم الأفلاك ثم العناصر وأخيرًا الإنسان الذي يأتي في آخر سلسلة الخلق بالكلمة والجسد.

الانسان خليفة الله :

يشير الكاتب إلى أن الترابط بين الإنسان والكون والتقارب بين هذا العالم والآخرة، مشابه لتشابه سلوك الذرات والمجرات وتشابه الخلايا النباتية والحيوانية وهي جميعها تجليات لنفس الجوهر الإلهي، وبخصوص هذا يقول المتصوفون أن ظهور الله هو عين اختفائه لأنه جعل من هذه الأشكال المتعددة حجابًا على وحدته ويسبب حجابًا على إرادته، فهل من الممكن أن يعود الإنسان إلى العدم بأمر إلهي؟، فالاجابة أن الكريم لا يسترد عطيته وإذا استردها فإنه سيعطي شيئاً أعظم منها، وهذا هو المفهوم الذي يرتبط بالبعث، وبالنسبة لله فهو فريد دون الحاجة إلى إلهام أو إذن من أحد، ويخلق بدون مثال مسبق أو نموذج، لذلك كل شيء مستمد منه ولا شيء يخلق إلا به.

في الختام :

الكون كله في حالة سير في نظام وقانون إلهي خاص وهذا القانون الإلهي مقرر وليس لعبًا، والإنسان ضمن هذه المنظومة يتحرك هو الآخر ويسير، وإذا كنا لا نعلم القانون الموحد لحركة الكون فنحن نعلم قانون حركتنا نحن البشر، فالذي يحركنا هو الطموح والوصول إلى الكمال فإن من آداب السير إلى الله كما قال النفري "خلع النعلين"، مشبهًا النفس والجسد بالنعلين يجب أن يتطهر منهما الإنسان ويستقبل قبلة الله ويسير إليه، فعليه التوبة والاستغفار من كل الذنوب والخطايا ثم ركوب قطار العلم والمعرفة الذي سيصل به دون أن يضل الطريق.

ملاحظة: محتوى الكتاب والمفاهيم قد تحتاج إلى سياق إضافي للتوضيح بشكل أفضل، فأن اعجبك الكتاب يمكنك شراءة او علق بطلب جزء ثاني لشرح مفاهيم أكثر.

" لا تنسي مشاركة المقال مع اصدقائك وترك تعليق رائع مثلك - 👇 "
تعليقات