الرائج اليوم

الماضي والحاضر والمستقبل وحقيقة الان - مستقبل العقل I الملخص المفيد

- مستقبل العقل -

كتاب, مستقبل العقل, The future of the mind, للمؤلف, ميشيو كاكو, الملخص المفيد, mol5smofed, ملخص كتاب, ملخص كتب
مستقبل العقل The future of the mind

لقرون عديدة ظل العقل البشري كهفًا من الأسرار المغلقة التي لم يُسمَح لأحد الاقتراب من جدرانه أو لمس عتباته المقدسة، إلى أن تحوّلت الأمور وواجه العالم قوة لا يمكن إيقافها تبحث عن فتح المزيد من الألغاز والغموض الموجودة في تلك الصندوق السحري المعروف باسم الدماغ، إذا كنت حريصًا على فك طلاسم هذا العالم المجهول فقد تجد طريقك من خلال هذا الكتاب الذي يكشف عن نقاط غامضة ظلت كذلك لسنوات، فهذا الكتاب يستكشف المستقبل ويخترق سراديب الدماغ البشري لاستكشاف أسراره، كما يثير التساؤلات حول إمكانية أن يتحكم العقل في الواقع الخارجي ويسلط الضوء على ثورة الذكاء الاصطناعي ومحاولات الإنسان لخلق عقل اصطناعي يحاكي العقل البشري.

- كتاب مستقبل العقل للمؤلف ميشيو كاكو، هذا الكتاب للأفراد المهتمين بدراسات المستقبل وللباحثين في مجال الذكاء الاصطناعي ولأولئك الذين يرغبون في الغوص بعمق في أسرار الدماغ البشري.

العقل والكون :

كل من العقل والكون هما الجبهتان الأكثر غموضًا وجاذبية في العلم حيث يمثلان أعظم أسرار الطبيعة الكونية وما يزالان يدهشانا يومًا بعد يوم، يمثل الكون الفضاء الخارجي وكل ما يحويه من نجوم متفجرة وثقوب سوداء، بينما يمثل العقل الفضاء الداخلي وكل ما يحويه من رغبات ومشاعر وخيال، وبما أن الإنسان لم يكن يمتلك في الماضي الأدوات اللازمة لاستكشاف وكشف أسرار هاتين الجبهتين فقد تم تغطيتهما بالخرافات والسحر منذ العصور القديمة، وبالنسبة إلى العقل فقد ظل سراً لآلاف السنين وعلى الرغم من أنه يزن حوالي ثلاثة أرطال، إلا أنه يمثل أكثر الأجسام تعقيدًا في النظام الشمسي بأكمله حيث يحتوي على حوالي 100 مليار خلية عصبية في داخله، وبالتالي فإن الإثارة والأمل الناتجين عن هذه الاكتشافات في علم الأعصاب ضخمان إلى درجة أنها ستمنحنا فهماً غير مسبوق للدماغ وستفتح مجالات جديدة في علم الأعصاب، مما يجعله مرشحًا قويًا كحقل تنافس جديد عبر المحيط الأطلسي بين القوى العالمية الكبرى، وذلك بعد إطلاق كل من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي مشاريع منفصلة، مثل مشروع تقنيات عصبية مبتكرة للولايات المتحدة الأمريكية ومشروع العقل البشري للاتحاد الأوروبي، بهدف فك شفرة الدماغ العصبية وإعادة هندسة العقل البشري من جديد وإمكانية زرع ذكريات ومهارات جديدة، وربما في المستقبل يمكننا تحميل الدماغ على الحاسوب وربما نذهب أبعد في المستقبل بإمكانية إرسال عقولنا البشرية لاستكشاف الفضاء عن طريق تحميل نسخة مسبقة منها على أشعة ليزرية جاهزة للإطلاق، مع التقدم الكبير في تكنولوجيا الحاسوب أصبح الآن ممكناً ربط الدماغ بالآلة عن طريق اعتراض الإشارات الكهربائية في الدماغ وتحويلها إلى لغة رقمية، وبكل هذه الآمال والطموحات التي تجاوزت حاجز المعقول يصبح الوقت هو العامل الأساسي في التفرقة بين الآمال التي كانت مستوحاة من الخيال المتطرف وتلك التي أصبحت تطبيقًا صلبًا للبحث العملي في المستقبل.

أسرار العقل :

كان العلماء يرون انفصال العقل عن الروح بوصفهما كيانين منفصلين أحدهما عن الآخر، ولكن مع التقدم البحثي في علم الأعصاب وتقنيات مسوحات الدماغ تغيرت الفكرة إذ لاحظ بعض الباحثين ترابط بين مناطق معينة في الدماغ وبين الشخصية الإنسانية وبعض المشكلات السلوكية، بل وحتى الذاكرة العميقة المدفونة كما استطاع العلماء معرفة بعض الممرات الكهربية للدماغ ورسم خريطة للقنوات البينية بين أجزاء الدماغ المختلفة وبين باقي أعضاء الجسم البشري، وبالتالي تم اكتشاف العديد من مراكز القيادة ومناطق النفوذ في كل من نصفي الكرة الأرضية، بعد أن كان العالم يعتقد أنه لا يوجد فائدة في وجود نصفي دماغ الإنسان المتشابهين حيث يمكن لأحدهما القيام بالعمل، ومع ذلك في عام 1981 فاز عالم من معهد تكنولوجيا كاليفورنيا بجائزة نوبل عندما أثبت أن كل نصف من الدماغ يؤدي وظائف مختلفة عن الآخر، هذا واضح تماما في حالة المرضى الذين يعانون من انقسام في الدماغ حيث تم قطع قنوات الاتصال وتبادل المعلومات بين النصفين الأيمن والأيسر، مما يؤدي إلى وجود إرادتين منفصلتين تتصارعان داخل الجمجمة في حين يحاول الشخص تضميد زوجته بإحدى يديه، تنجح اليد الأخرى في توجيه لكمة إلى وجهها وعلى الرغم من وجود الكثير من الغموض الذي يحيط بالدماغ وكيفية سيطرته على باقي أجزاء الجسم البشري، فإنه لا يزال هناك طريق طويل للعلم ليستكشف الجانب الآخر من العقل البشري الممثل في اللاوعي وعلى الرغم من محاولات متعددة لاستكشاف أسرار اللاوعي وأعماقه، فإن هناك الكثير من الأسرار التي لم تحل بعد وخاصة فيما يتعلق بطبيعة العلاقة بين الوعي واللاوعي وعملية الوعي الذاتي والتأثير المتبادل بينهما، خاصة في ظل تنافس ومنافسة وميلات متناقضة بين هذه الأطراف الثلاثة سواء كان ذلك في اليقظة أم في النوم.

المادة والعقل :

في أواخر شهر أغسطس من عام 2020 كشفت شركة "نيورالينك" التي يملكها الملياردير إيلون ماسك عن رقاقة إلكترونية أصبحت تعرف لاحقًا باسم "رقاقة إيلون ماسك"، تم تصميم هذه الرقاقة لزرعها في دماغ الإنسان للمساعدة في تحسين كفاءة بعض العمليات المتعلقة بالذاكرة والذكاء، بالإضافة إلى ذلك تهدف الشركة إلى ربط الرقاقة بأجهزة خارجية عن طريق تقنيات الاتصال مثل البلوتوث، مما يسمح للبشر بالتحكم في البيئة المحيطة بأفكارهم ويمكن أيضًا ربط الرقاقة بالإنترنت مما يتيح تنزيل مختلف الوسائط الرقمية، على الرغم من طموحات نيورالينك الثورية فإنها بلا شك اعتمدت على الأبحاث السابقة في هذا المجال، وفي عام 2012 قام علماء بتطوير رقاقة خارجية متصلة بالدماغ مما سمح لمريض مصاب بالشلل بتحريك ذراع ميكانيكية عن طريق الكمبيوتر، فهذا التزاوج بين العقل البشري والآلة سيفتح بالتأكيد العديد من التابوهات العلمية المغلقة وربما يكون النجاة لملايين المرضى حول العالم، بالإضافة إلى ذلك يأمل العلماء في خلق ما يُعرف بالشبكة الدماغية العالمية، حيث يمكن للناس حول العالم التواصل مع بعضهم البعض عبر التخاطر الذهني وإنشاء نوع من الوعي الجماعي من خلال الكمبيوتر كوسيط، حيث يتم استقبال المعلومات من عقل شخص وإعادة إرسالها إلى عقل شخص آخر، إذا حدث هذا التطور الرهيب سيمثل قفزة نوعية في تاريخ الحضارة البشرية يأخذنا من حقبة إلى أخرى تمامًا دون الرجوع إلى الوراء، بدلاً من تبادل وسائط رقمية اليوم قد يكون لدينا في المستقبل القدرة على تبادل الأفكار والعواطف والمشاعر والذكريات وحتى مراجعة الأحلام أثناء النوم، فمن المتوقع أن يكون لهذا التطور عواقب عملية وعميقة وخاصةً اقتصادية واجتماعية، ومع ذلك تثير مثل هذه التقنيات العديد من المسائل والمخاوف المتعلقة بالخصوصية والأمان، فما هي التدابير الأمنية التي تمنع شخصًا ما من اختراق عقل شخص آخر والسيطرة عليه؟ ربما تحدد إجابتنا كيفية التعامل مع هذا الواقع التكنولوجي الجديد بشكل كبير.

الذكاء الاصطناعي :

منذ فترة طويلة حلم العالم بحياة أكثر رفاهية وأقل عناء وربما كانت الأساطير والقصص مثل المصباح السحري والماء المقدس والعصا الطائرة هي السبب وراء انتشارها، حيث تلامس أحلامنا العميقة ورغباتنا في امتلاك قدرات خارقة، ولذلك أثارت ورقة الرياضيات الشهيرة لآلان تورينغ التي كان عنوانها "هل يمكن للآلات أن تفكر؟" موجة من الآمال والطموحات، مع تطور البحث والاكتشافات وشيوع تكنولوجيا الحواسيب وتطور نظم الاتصالات، يبدو أن ما كان مستحيلاً في الماضي أصبح حلم اليوم وواقع الغد القريب، اختراع الحواسيب وتطوير أنظمة التفكير الرياضي تمثل الكتلة الأولى التي اعتمد عليها عدد قليل فقط من العلماء لمناقشة جدية إمكانية بناء دماغ إلكتروني، وبالطبع اعتمد مهندسو الذكاء الاصطناعي على أبحاث علماء الأعصاب التي استخدموها لإنشاء محاكاة اصطناعية للدماغ البشري، وأتت هذه الجهود أكلها في بداية القرن الحادي والعشرين مع زيادة الاهتمام بمجال الذكاء الاصطناعي، وأدى تطور البيانات الضخمة إلى قفزة نوعية في الأنظمة الذكية وتنامت الآمال والطموحات إلى حد الجنون عندما يتعلق الأمر بمستقبل هذه الكائنات الاصطناعية الجديدة، نتيجة لما سبق كثر الحديث عن بعض التقنيات الثورية كتكنولوجيا الروبوت وإنترنت الأشياء وتكنولوجيا تعلم الآلة، وربما من أهم المشكلات التي تعترض طريق العلماء اليوم هو كيفية تطعيم تلك الآلات بما يشبه الوعي الإلكتروني حتى تتمكن من استقبال وإرسال الاستجابات المختلفة مع الواقع المحيط، فبدلًا من النظر إلى البشر على أنهم مجموعة بيكسلات متحركة في الواقع الخارجي، فيطمح مهندسو الأنظمة الذكية بتطوير برمجيات ونظم أكثر ذكاء تمكن الآلات من استقراء تعابير الوجه ونبرة الصوت واشتقاق العواطف البشرية، وتعد تلك الخطوة الأولى نحو الآت أكثر بشرية تتمكن من التعرف على نوايا البشر وحوافزهم ومن ثم التنبؤ بتصرفاتهم.

عقل اصطناعي :

لم يعد فكرة إنشاء الذكاء الاصطناعي مزحة أو مجالًا محرمًا على البحث العلمي اليوم، يعمل العلماء على نطاق واسع على إنشاء نسخة اصطناعية من الدماغ البشري وما كان يُنظر إليه مرة كخيال أو جنون أصبح الآن مجالًا للمنافسة بين القوى العالمية، ويأمل الباحثون الآن في كسر الشفرة العصبية ورسم شبكة الأعصاب في الدماغ وفهم كيفية معالجته للمعلومات وإصدار الردود المناسبة، ومن خلال فهم هذا النظام البشري يعتقد العلماء أنهم يمكنهم تطوير خوارزميات ستسهم في ثورة علمية في أنظمة الذكاء الاصطناعي بشكل أكثر تحديدا، يهدف العلماء إلى كشف أسرار الجهاز العصبي المركزي في الكائنات الحية لإنشاء نماذج حاسوبية متطورة من الشبكات العصبية الاصطناعية، التي تستطيع مجاراة الدماغ البشري في المهارات مثل التعرف والإدراك والكتابة والكلام وأداء بعض المهام باستخدام حواسيب فائقة القدرة، وقد يصبح هذا الحلم المفتاح لأحلام أخرى مثل معالجة الأمراض العضوية التي تصعب العلاج وفتح آفاق لمجالات وصناعات جديدة، وإذا نجح العلماء في ذلك فقد يتمكنون من تغيير مسار التاريخ البشري إلى الأبد، وعلى الرغم من الصعوبات الكبيرة والتحديات التي يواجهونها، فإن الرحلة الطويلة دائما ما تبدأ بخطوة صغيرة، يهدف الباحثون إلى فك شفرة الجينات التي تسيطر على تطور الدماغ البشري، ولتحقيق ذلك يتبع العلماء طريقتين، الأولى هي التمثيل الإلكتروني لخلايا الأعصاب في الدماغ باستخدام أجهزة إلكترونية متطورة، وما زال الطريق طويلاً حتى يتم تمثيل الدماغ البشري على هيئة حاسوب عملاق، والطريقة الثانية تتضمن تطوير تقنيات المسح الشامل للدماغ البشري لاكتشاف مسارات الأعصاب وكيفية انتقال واستقبال الإشارات الكهربائية المختلفة، هذه محاولة لاكتشاف القوانين المخفية داخل الأقبية غير المعروفة في الدماغ البشري، ثم تحليل تلك الخوارزميات التي يستخدمها العقل البشري لتفسير والتفاعل مع الواقع المحيط بنا بشكل سريع ودقيق، وتحويلها إلى نماذج رياضية واستخدامها لخلق شبكات اصطناعية مشابهة لتلك التي يستخدمها الدماغ.

في الختام :

لا شك أن الثورة الرقمية أزاحت العديد من معايير العالم التقليدي عن عرشها بخطوات تدريجية، وأرغمت العقل البشري على التكيف مع التطور السريع للأنظمة الذكية، كما أجبرت الدول على إجراء تغييرات جذرية في نظرتها للمستقبل الجديد مع الاتجاه الحالي لمهندسي الذكاء الاصطناعي لإدخال الإنسان الهجين الذي يجمع بين الإنسانية وقدرات الآلة، فهل حققنا تقدمًا تكنولوجيًا أم أننا قد خطونا خطوة نحو اختفاء الإنسانية؟ شاركنا برئيك في التعليقات.

ملاحظة: محتوى الكتاب والمفاهيم قد تحتاج إلى سياق إضافي للتوضيح بشكل أفضل، فأن اعجبك الكتاب يمكنك شراءة او علق بطلب جزء ثاني لشرح مفاهيم أكثر.

" لا تنسي مشاركة المقال مع اصدقائك وترك تعليق رائع مثلك - 👇 "
تعليقات