الرائج اليوم

الي الله رحلة في خمسة أيام - الله ينتظرك I الملخص المفيد

 - الي الله رحلة في 5 أيام -

كتاب, الي الله رحلة في خمسة أيام, to allah, للمؤلف, امير منير, الملخص المفيد, mol5smofed
الي الله to allah

رحلتنا اليوم ستكون إلى الله، وصاحبنا في هذه الرحلة هو صديقنا عُمر شاب لم يصلي الصلوات الواجبة ولا حتى صلاة الجمعة، وكان يعرف عن صيام رمضان فقط بتناول السحور والإفطار والنوم من الفجر حتى المغيب، وبعد الإفطار كان يذهب إلى أصدقائه ليلعب لعبة "بلايستيشن"، وكانت لديه علاقة غير شرعية مع حبيبته ولا يوجد عنده مانع من تدخين الشيشة وتعاطي الماريجوانا، نعم كل ذلك في رمضان فقد كان قلبه معمى، ولكن الله سبحانه وتعالى أعاد إليه بصيرته وأعطاه فرصة ليشملها ويبدأ رحلته إلى الله، فإن الله يرسل لنا العديد من الفرص لنتعلم كيف نتشبث بها مثل صديقنا عُمر ونجد الطريق الصحيح إلى الله.
- كتاب رحلة الي الله في خمسة أيام للمؤلف امير منير، هذا الكتاب مخصص للمهتمين بالعلوم الإسلامية، ولأولئك الذين يسعون لتوفير الإرشاد والتوجيه السليم، ولأولئك الذين يرغبون في العودة إلى الله، ولأولئك الذين يسعون للتقرب من الله.

قلب أعمي:

قال الله (عز وجل): ﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾، هل تتذكر أسطورة حورية البحر وتتساءل: كيف يستجيب البحارة لها على الرغم من رؤيتهم لمصيرهم المحتوم الذي هو الموت؟، تسحرهم جمالها الخلاب وصوتها الناعم وتعمي قلوبهم، فإن للإنسان عينين في رأسه ليرى الأشياء الظاهرة وعينين في قلبه ليرى ما وراء الأشياء، أما الذين تعميهم قلوبهم فإنهم يعتقدون أنهم يرون وفي الحقيقة فإنهم تحت تأثير حورية البحر، هل تعرف من يمثلها في العالم؟ هو عدو شرس يراقبك طوال الوقت ويعرف ما لا تعرفه عن نفسك "إنه الشيطان"، وقد حذرنا الله سبحانه وتعالى منه في قوله: "إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ۚ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ"، فيبدأ الشيطان يوسوس ويبدأ بتحليل المحرمات وزرع الشك في صحة الأحاديث ومصداقية العلماء ودقة تفسيرهم لآيات القرآن، ويقود الإنسان إلى مراحل متقدمة حيث يتذوق متعة المحرمات، وفي وجود أي فرصة للتوبة يوسوس له مجددًا بأن طريق التوبة مُغلَق ويُذكِّره بحاله، وإذا انقاد الإنسان لوساوسه مجددًا يصبح مصيره النار، وعندما يُساق إلى النار ينادي على من أغواه ولكن كما قال الله تعالى: "وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُمْ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ"، فيتبرأ الشيطان منه، فنحن الآن لا نزال في هذه الدنيا ومهما بلغت معاصينا فهناك "باب للتوبة"، جاء رجلٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم واعترف بارتكابه كافة أنواع الذنوب فسأله النبيُّ هل أسلمت؟ فأجاب الرجل بأنه يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فأخبره نبينا الكريم بأن الله سيُبدل سيئاته حسنات.

باب التوبة:

ثم يبقى باب التوبة مفتوحًا دائمًا ولا يترك الله عبده ضالاً طوال الوقت، بل يرسل له التذكيرات إما أن يستيقظ أو يتجاهلها ويستمر في النوم، وربما يتلقى تذكيرًا آخر، فهل يستيقظ؟ فإنه الآن في مفترق الطريق؛ إحداها مليئة بالشهوات ولكنها تؤدي إلى النار، والثانية مليئة بالمصاعب ولكنها تؤدي إلى الجنة التي كرمنا الله بها، فالطريق ليس سهلاً فهو يتطلب الصبر والطاعة في تجنب المعصية، وهناك أنواع مختلفة من الصبر في الطاعة: الصبر في المداومة بدون ملل الذي يؤدي إلى الانقطاع، والصبر في مواجهة الرياء حيث تميل النفس إلى الثناء وتحول الاتجاه من الطريق إلى الله إلى الطريق لتحقيق رضى الناس، وهناك صبر على التعلم وتحمل الجهد والوقت وأخيراً الصبر على قلة الصحبة وكثرة الأعداء، الصبر صعب ولكن تذكر دائماً أن أجره عظيم، والله لا يترك عبده ضالاً طوال الوقت وإنما يرسل له التذكيرات فقد قال الله تعالى: ﴿ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا ﴾، إلى جانب صعوبة الصبر فهناك عدو يسكن بداخلك يتحكم بك وليس الشيطان وإنما هو أنت نفسك، والنفس لها ثلاثة صفات: النفس المطمئنة التي خاطبها الله في قوله "يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ، ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي" والنفس المطمئنة هي النفس التي تحب الطاعة، والنوع الثاني هو النفس اللوامة وقد أقسم الله بها في قوله "لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ" وعندما يُقسم الله بشئ فيكون فعلاً عظيم بدون شك، ولكن مع الجهل المستمر تصمت النفس اللوامة وتسلمنا للنوع الثالث وهي النفس الأمَّارة بالسوء، وهي عكس النفس المطمئنة والتي تدفعها الشهوة واللذة، لذا ينبغي علينا تنقيتها والنضال ضدها، ليس بالجلد والإهانة بل بالتقييم الموضوعي لقوتنا وضعفنا واتخاذ إجراءات لتحقيق التغيير، وهناك نموذج لتقييم وإحياء النفس اللوامة فنحتاج فقط لورقة وقلم لتسجيل أعمال الطاعة التي نريد الحفاظ عليها وقائمة أخرى للخطايا التي نريد التخلص منها، يتم التقييم على مقياس من عشرة وينخفض تدريجياً في حالة عدم الالتزام.

احياء النفس اللوامة:

لإحياء النفس اللوامة فمن الضروري تقييد النفس الأمارة بالسوء، حيث قال الله تعالى: "فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هي المأوى، وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى" (سورة النازعات: ٣٧-٤١)، لذلك يجب أن نعمل على مخالفة هوايتنا وليس فقط في المسائل المحرمة ولكن أيضا في المسائل المباحة والراحة، فيجب أن نهدف إلى تحقيق أدنى مستوى من الراحة مع التساهل في بعض الأحيان والامتناع عن الأعمال المحرمة التي ستعاقب عليها، فكان أحد الصالحين اذا أغتاب أحد، يأدب نفسه ويقرر الصوم كلما غتب وكل هذا لإرضاء الله لا الناس، لذلك كن حذرا ولا تنظر إلى الناس فقد تجد شخصًا يظهر أنه تقي ولكنه يرتكب ما ينهى عنه الله مما يؤدي إلى ضعف العزيمتك، فيجب أن تعلم بأن الحق حق ولو لم يفعله أحد، والباطل باطل ولو فعله الجميع، فدعونا نسعى نحو الجنة فلن نكتفي بمجرد كسب رضا الله، كلما كان الهدف أكبر زاد ارتباطنا به ومع الله نحن نضع أهدافًا تتجاوز قدرتنا عليها لأننا نحبه، ولكن إلى أي مدى من الحب؟ هل هو إرادة أي رغبة وطلب للموافقة، أم هو صبابة أي عدم القدرة على السيطرة على تدفق الحب نحو المحبوب، هل هو شيء يرافقنا في كل الأحوال أم هو حب خالص بلا مصلحة ذاتية؟ هل وصلت إلى مستوى العاطفة حيث يحيط بقلوبنا حبه، أم هو حب يجعلنا نجن جنونًا عندما نبتعد عنه، وبالنسبة لأعلى مستوى وصل إليه البشر فهو التواضع والطاعة الكاملة، والخلة أي أن الحب يتخلل كل جزيء من جزيئات القلب، فاللهم أصلنا لها كما ويصل اليها سيدنا إبراهيم وسيدنا محمد (عليهما الصلاة والسلام).

نعم الله وأسمائه وصفاته:

من أجل أن نحب الله فعلينا أولاً معرفته عبر خطوتين: الخطوة الأولى هي إدراك نعمه، إن الله منحنا الكثير من النعم التي نعتبرها حقًا مكتسب! ونعم الله لا تعد ولا تحصى، فعندما نمر بالمرض ندرك نعمة القلب النابض والعقل السليم واللسان والعظام والدماغ واليد، وهذه النعم تستخدم ايضاً لارتكاب المعاصي لكن الله لا يزال يمنحنا إياها، وإنه أنزل الماء لنا حتى نتمكن من الحصول على فواكه متنوعة في أشكال وألوان ونكهات مختلفة، وخلق الله الأبقار لنا لنركبها ونأخذ من جلودها ونأكل من لحومها ونشرب من لبنها، وترك الله المعادن في بطون الأرض لنبني بها حضاراتنا وأسس بيننا علاقات بما في ذلك الزواج وهي علاقة تقوم على المحبة والرحمة بين الذكر والأنثى والتي ينتج عنها الأولاد والأحفاد، كما أن آباءنا وأجدادنا اعتقدوا إننا لن نقدر حقًا قيمة هذه النعم حتى يصبح لدينا أطفال وأحفاد، بعد استشعار النعم ننتقل إلى الخطوة الثانية حيث نتعرف على أسماء الله وصفاته (سبحانه وتعالى)، قال النبي (صلى الله عليه وسلم): "إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا، من أحصاها دخل الجنة". ولكن أين يمكننا أن نجدها؟ كما يقول العرب: "لغة الحال مخبوءة تحت لسان الإنسان، فإذا تكلم ظهرت"، لذلك لكي نعرف الله فيجب علينا الرجوع إلى كلام الله وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم)، وقد أنعم الله علينا بالقرآن ليهدينا إلى النور والصراط المستقيم وليبشرنا بالجنة، وليذكرنا بما أعد للكافرين من عذاب في النار، ولينقي صدورنا من الأمراض النفسية مثل الحقد والحسد والكبر، وأكرمنا ايضاً بالسنة التي يشكك البعض في صحتها ويدعون إلى الالتزام بالقرآن فقط، ولكن الله ذكر في كتابه "وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم"، فمن أين تعلمنا عدد الركعات ومناسك الحج وكمية الزكاة وغيرها؟ وبعد اتباع هذه الخطوات متى نعلم أننا نُحِبّ الله حقًا؟ فهناك علامات يمكن ملاحظتها إما جميعها أو بعضها وتدل على أننا نسلك الطريق الصحيح بسرعة، وتلك العلامات هي: حب كلام الله وتذكره بكثرة والاقتراب منه من خلال العبادات الطوعية والمحبة لما يحبه وتجنب ما يكرهه والتواضع أمامه، فهو الرب ونحن العبيد والشوق للخلوة للتأمل في كتابه والعمل على تحسين النفس والتوبة إلى الله.

علامات حب الله لك:

هناك علامات أخرى تدل على حب الله لك مثل حب الصالحين، قال النبي (صلى الله عليه وسلم): "إذا أحب الله العبد دعا جبريل وقال: إني أحب فلانًا، فأحبه جبريل، ثم ينادي في السماء: إن الله يحب فلانًا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض، ويرزقه الله الأمان والرضا والسكينة والحكمة" وقد يتعرض للاختبار والمنع ولكنه يرضى لأنه عبد حقيقي وليس عبدًا للنعم، ومع ذلك قد ينخفض الحب مع مرور الوقت، لذا يتطلب الوصفة السرية وهي الحب الذي هو الأهم  والأمل  والخوف من البعد عن الله، فالأمل محفز قوي للعطاء ولكن من دون الخوف يمكن أن يؤدي إلى الركود، ويمكن أن يؤدي الخوف إلى نتائج إيجابية لكن من دون الأمل والحب فيمكن أن يؤدي بك إلى الإرهاق العقلي والجسدي أو الإحباط، لذلك الاتزان ضروري واستخدام الشيء المناسب في الوقت المناسب، نستخدم الخوف في وقت الهزيمة أمام الشر الذاتي المحتكم والأمل في وقت اليأس من رحمة الله ووقت العودة إلى الله، ويغرينا الشيطان بأنه لا توجد توبة بعد هذه النقطة ولكن بسلاح الأمل نتغلب على خداعه، وبما أن الله هو خالقنا ويعرف دوافعنا وحركاتنا فعندما نزل القرآن لم يُنزل النهي عن المحرمات أولاً، ومع ذلك فإن الآيات المتعلقة بالساعة نُزلت أولاً، وكما قالت السيدة عائشة بنت أبي بكر: "إن أول ما نزل من القرآن سورة من المفصل، وذُكر فيها الجنة والنار" وعندما أسلم الناس نُزلت الآيات المتعلقة بالحلال والحرام، ولو كانت أول ما نُزل: 'لا تشربوا الخمر'، لقال الناس: 'لن نترك الخمر أبداً'. ولو نُزلت: 'لا تزنوا'، لقال الناس: 'لن نترك الزنا أبداً'. وأراد الله بذلك بناء رؤية للحياة في الجنة والنا، لكي يخشى الناس النار ويتطلعوا إلى الجنة وبالتالي يهديهم إلى الطريق الصحيح.

وخاتماً واجبات الخمسة أيام:

لنبدأ رحلتنا بواجبات تستمر خمسة أيام، ففي اليوم الأول اسأل نفسك: هل منحك الله فرصًا وهل استجبت لها؟ وإذا كنت قد استجبت، هل أكملتها؟ اكتب ذلك في ورقة دون الشعور بأي ندم على الفرص التي ضيَّعت، وفي اليوم الثاني: قم بإعداد تقييم لإحياء روحك المضعفة وقائمة بالعبادات والمحرمات وأسبابها، وفي اليوم الثالث: احجز دفترًا لتدوين النعم التي تشعر بها طوال اليوم وشكر الله عليها، وبعد ذلك في اليوم الرابع: اقرأ وتخيل مشاهد الموت والقبر ويوم القيامة ومشاهد النار والجنة، وهناك سيناريو للعبد المؤمن وآخر للعبد الفاسق في كل مشهد ويتم ذكر المشاهد والسيناريوهات بالتفصيل في الكتاب من الصفحة 178 إلى الصفحة 263، فيتعين عليك تخيل نفسك في كل سيناريو وتسجيل الصور في دفترك، وفي اليوم الخامس: قم بتجهيز زاد الرحلة للانطلاق وستحتاج إلى اختيار رفاق صالحين، فإن المرء يتبع دين صاحبه ولا تستسلم لفكرة أن الاقتراب من الله يساوي الدنيا، ففرعون أعطاه الله الدنيا وابتُلي حبيبنا محمد (صلوات الله وسلامه عليه) فاطلب الصبر من الله في ضعفك، فكل ابن آدم يخطئ وخير الخطأة التوابون واستعن بالله فإنه القوي المتين اذا اتممت القرأة اذكر الله في التعليقات بالاسفل وكن من المحبين.

ملاحظة: محتوى الكتاب والمفاهيم قد تحتاج إلى سياق إضافي للتوضيح بشكل أفضل، فأن اعجبك الكتاب يمكنك شراءة او علق بطلب جزء ثاني لشرح مفاهيم أكثر.

- أضغط هنا لمتابعتنا ووصول كل جديد لك ^_^ -
" لا تنسي مشاركة المقال مع اصدقائك وترك تعليق رائع مثلك - 👇 "
تعليقات